عثرت صدفة على خبر نشرته صحيفة الوطن عن الحملة التي شنها نشطاء يمنيون على الانترنت ضد رويترز بسبب كون مراسلها يعمل مترجماً لدى الرئيس علي عبد
الله صالح، وهي الحملة التي أدت إلى إيقاف عمله مع رويترز من اليمن
ما لفت نظري وأضحكني هو كيف أن الصحيفة لم تستطع أن تستوعب أن من قام بالحملة هم مجرد شباب، نشطاء على الانترنت، مدونين، مواطنين عاديين، لا علاقة لهم لا بحزب ولا بمؤسسة ولا بوسيلة إعلام تحركهم
الخبر ينسب الحملة في أول جملة منه إلى ... (مفاجأة!) : قنـاة الجزيرة
حملة تشهير واستهداف قادتها قناة الجزيرة الفضائية ونشطاء مناهضين للنظام ضد مراسل وكالة "رويترز" في اليمن ونجحت في عزله
كيف تم حشرها في الموضوع؟ قناة الجزيرة العربية على حسب علمي لم تنشر الخبر أساساً ولا أعرف حتى إن كانت على علم به.. أظن الجزيرة الانكليزية فقط تطرقت إليه كما تتطرق إلى عشرات المواضيع في برنامج عن شبكات التواصل الاجتماعي. وإن كانت الصحيفة - التي أجهل توجهاتها ومن وراءها - تضع مسؤولية الحملة على عاتق الجزيرة لأنني أنا كتبت زقزوقتين على تويتر عن الموضوع، فعليها أن تتعلم ألف باء شبكات التواصل الاجتماعي، لتفهم أن هناك إعلاميين كثيرين مثلي اليوم يعبرون عن آرائهم الشخصية ولا يمثلون سوى أنفسهم على الشبكة
هل كل ما يحصل في العالم العربي وراءه الجزيرة؟ ما هذه الفوبيا؟ أليس عند البعض تفسير آخر للأحداث سوى لصقها بالجزيرة؟
ثم من غطى الحملة بثلاث مناسبات هي قناة فرانس٢٤. لم لم تـُتهم القناة بأنها وراء الحملة؟ أو واشنطن بوست ونيويورك تايمز اللتان غطيتا الحملة أيضاً؟
ثم من غطى الحملة بثلاث مناسبات هي قناة فرانس٢٤. لم لم تـُتهم القناة بأنها وراء الحملة؟ أو واشنطن بوست ونيويورك تايمز اللتان غطيتا الحملة أيضاً؟
إليكم جملة أخرى أضحكتني كثيراً
فريقي؟ أي فريق هذا؟ هل تقصد الصحيفة من يتابعوني على تويتر؟ وأصدقائي على فيسبوك؟ :) بعد النظر إلى الجملة أعتقد أنه لا يمكن أن أتوقع من الصحيفة أن تفهم مثل هذه الأشياء المعقدة إن كانت تكتب فـِعْلاً مثل "تجاهلت" بالتاء المربوطة
يأتي ذلك فيما تجاهلة الجزيرة ، والإعلامية ديما الخطيب وفريقها الذي يتوزع في الدوحة واليمن على صفحات توتير والفيس بوك
فريقي؟ أي فريق هذا؟ هل تقصد الصحيفة من يتابعوني على تويتر؟ وأصدقائي على فيسبوك؟ :) بعد النظر إلى الجملة أعتقد أنه لا يمكن أن أتوقع من الصحيفة أن تفهم مثل هذه الأشياء المعقدة إن كانت تكتب فـِعْلاً مثل "تجاهلت" بالتاء المربوطة
ثم هناك نقطة ثالثة يركز عليها الخبر
حرب؟ ومن هم المهتمون؟ الصحفيون أنفسهم؟ يبدو لي خوفاً وتحذيراً من "الفوضى"! لا أعرف إن كان كل الصحفيين العاملين في وسائل إعلام أجنبية أو محلية في اليمن لديهم أيضاً وظائف حزبية وحكومية. إن صح الأمر فهو خطير بالفعل بسبب تضارب المصالح، ويتطلب التصويب. وفي هذه الحالة سيكون النشطاء أصحاب الحملة ضد رويترز قد شقوا طريقاً جديدة وضرورية لتنقية الصحافة وفصلها عن الانتماءات الحزبية والحكومية والمحسوبيات
الأنظمة : إصرار على الغباء
الحملة التي استهدفت مراسل "رويترز" برأي مهتمين ستفتح باب جهنم من حرب إعلامية شعواء للتشهير والاستهداف في حملات فرز ليس لها آخر قد تطال كل مراسلي وسائل الإعلام الخارجية في اليمن استنادا إلى وظائفهم الحزبية أوالحكومية
حرب؟ ومن هم المهتمون؟ الصحفيون أنفسهم؟ يبدو لي خوفاً وتحذيراً من "الفوضى"! لا أعرف إن كان كل الصحفيين العاملين في وسائل إعلام أجنبية أو محلية في اليمن لديهم أيضاً وظائف حزبية وحكومية. إن صح الأمر فهو خطير بالفعل بسبب تضارب المصالح، ويتطلب التصويب. وفي هذه الحالة سيكون النشطاء أصحاب الحملة ضد رويترز قد شقوا طريقاً جديدة وضرورية لتنقية الصحافة وفصلها عن الانتماءات الحزبية والحكومية والمحسوبيات
الأنظمة : إصرار على الغباء
الطريف أن الخبر يجسد تماماً حالة أنظمتنا بدقة متناهية. فهي، مثل الصحيفة، لا تريد أن تستوعب أن وراء الثورات مواطنين عاديين ، شباباً ، متعلمين ، لديهم زمام المبادرة ، ولديهم وسائل العصر ، ولديهم الجرأة لاتخاذ خطوات عملية وحقيقية من أجل تغيير واقعهم المرير في الوطن العربي، دون أجندات خارجية ، دون دعم من مؤسسة إعلامية ودون أن يكونوا جزءاً من مؤامرة
عندما تستوعب أنظمتنا، ومن هم عالقون داخل منظوماتها، هذه الحقيقة المرة بالنسبة لها، ستدرك حينها ألا فائدة من القمع، والمكابرة، والمماطلة، والكذب، ولوم جهة ثالثة، وتحميل قناة الجزيرة المسؤولية، والتخوين، والإقصاء، والتحذير والتوعيد من "الفوضى"، وكل المناورات الفاشلة التي لا تؤدي إلا إلى تقوية عزيمة
الشباب العربي الحالم بالحرية
الشباب العربي الحالم بالحرية
يا لخيبة الأمل
وإن كانت الصحيفة تريد فعلاً أن تفهم كيف تمت الحملة وكيف نجحت، فما عليها سوى العودة إلى تدوينتين كتبتهما عن الموضوع بالتفصيل الممل
قصة الحملة ضد رويترز : فضيحة صالح مع رويترز .. إن كيد تويتر لعظيم
وكيف تكللت بالنجاح : رويترز وصالح .. خطاب التنحي
لكن سيخيب أملها عندما تكتشف أن الموضوع كله فجرته فتاة يمنية اسمها هند، وسيخيب أملها أكثر عندما تدرك أنه ليس هناك "فريق"، بل توجد شعوب يوحدها سعيُها للتغيير هي أقوى من أي فريق
إنها هند ... يا غبي
اسمعها .. وتعلم
اسمعها .. وتعلم
No comments:
Post a Comment