عزيزتي منى الطحاوي
اسمي ديمة الخطيب. امرأة عربية، مسلمة، فخورة بعروبتي وبثقافتي. عشت نصف عمري في الوطن العربي والنصف الآخر بين أربع قارات في العالم: أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية. تعرفتُ على ثقافات أكثرَ تحرراً من ثقافاتنا بكثير، فيما يتعلق بالمرأة وبالسياسة وبالمجتمع. تعلمتُ وشاهدتُ وسجلت.. وتمنيتُ أن تتحقق أشياء كثيرة للمرأة العربية ليست موجودة في مجتمعاتنا وموجودة في مجتمعات أخرى، مع أنني أيضاً لاحظت أوجهاً للمعاناة وأوجهاً سلبية في حياة المرأة غير العربية
لم أتعرف عليك شخصياً بعد، لكننا تبادلنا الأحاديث وكانت علاقتنا دائماً ودية، بل حميمية. وأحسست دائماً بأننا نتشارك بنفس الأحلام. وكنتُ من أول من كتبوا عن اعتقالك. وأنا اليوم لا أرغب في الانضمام إلى جيش معارضيك ولا جيش مهاجميك الأشاوس. بل أتوقع منك أن تتقبلي رسالتي كنقد بناء في إطار تعددية الآراء وتبادل وجهات النظر والحوار، وهو الإطار الذي نسعى إلى تشييده حجراً حجراً على أرض عربية زلقة، وأنت ست العارفين
لا أحسبني أقل تحرراً منك يا منى، ولا أقل سعياً وحباً للحرية منك. أنا أحلم بالحرية لأجلي ولأجلك ولأجل كل عربية، وكل عربي، لأجل الصغير والكبير، المتدين وغير المتدين، المتحجبة والسافرة والمنقبة، المرأة العاملة وربة المنزل، الثرية والفقيرة، المثقفة والأمية. لكني لا أنتمي إلى أي حركة نسوية ولم أدرس نظريات الحركات النسوية، ولا أكتب إليك بصفةِ مدافعةٍ عن حقوق المرأة ولا باسم كل النساء العربيات، بل أكتب إليك بصفتي مواطنة عربية تشعر بأنك كتبتِ باسمها غيابياً
أعترفُ لك عزيزتي منى أن عنوان مقالتك في مجلة فورن بوليسي (السياسة الخارجية) الأمريكية: "لماذا يكرهوننا؟ - الحرب الحقيقية ضد النساء في الشرق الأوسط" أصابني بغليان فوري. أصبح غلياناً مضاعفاً عندما أمعنت النظر في صور المرأة العارية إلا من طلاء أسود لا يـُظهر سوى عينينها المكحلتين (بكحل عربي؟). لم أستطع أن أمنع نفسي من التساؤل: هل تلك المرأة على الغلاف أنا، المرأة العربية؟ شعرت بالإهانة يا منى. ألم تشعري بنفس الإهانة عندما رأيت صور المقالة؟ انتابتني رغبة جامحة في تمزيق الصور
شدتني بداية مقالتك. أسلوبك شيق وتضعين اليد على الجراح، وجراحنا واحدة يا منى. ولا شك في أن الحقائق التي وردت في مقالتك دقيقة، وأن المشاكل المطروحة حقيقية، وأن أوجه المعاناة الكارثية التي تطرقتِ إليها تعيشها المرأة العربية وإن كانت لا تعي لها دائماً. خف غلياني مع القراءة شيئاً فشيئاً .. حتى وصلتُ إلى المقطع الذي تشرحين فيه "كراهية الرجل العربي للمرأة". كراهية؟
فكرت ملياً. هل في مجتمعنا العربي يكرهُ الابنُ أمَّه؟ ويكره الأخُ أختـَه؟ ويكره الأبُ ابنتـَه؟ ويكره الزوجُ زوجتـَه، والحبيبُ حبيبتَه؟ ويكره الزميلُ زميلتَه، والصديقُ صديقتَه، والجارُ جارتَه؟ لا أظن أن ثقافتنا تـُرَبينا على كره المرأة. بل عندنا الأم مقدسة والجدة مقدسة وكم هي غالية الخالة والعمة وبنت العم وبنت الخال
صحيح أن مشاكل المرأة من أكثر مشاكلنا تعقيداً وأؤمن بأن تحرر وتقدم مجتمعنا يمر عبر حلها بلا محالة، لكني أؤمن بأن كل المشاكل الأخرى يجب أن تحل أيضاً. والمشاكل الأخرى يعاني منها الرجل والمرأة معاً، من انحطاط وتدهور وطغيان وتبعية وأمية وفقر وبطالة واستغلال وجهل وكثير من الظلم، ضمن أمور أخرى تعرفينها
لسنا ضعيفات يا منى والثورات العربية أثبتت حتى لنا أننا أقوى مما كنا نظن، وبطلات الثورات العربية غنيات عن التعريف. ولا أظننا نحتاج إلى من ينقذنا من براثن الكره والحقد من رجالنا، خاصة أن الثورات أثبتت أننا أكثر من قادرات على وضع يدنا بيد الرجل من أجل تحقيق التقدم لمجتمعاتنا
مقالتكِ ترسم صورة للمجتمع العربي مطابقة لصور المقالة: قاتمة كاحلة كئيبة، جسد أسود مطلي. لقد اختزلتِ مشاكل المرأة العربية في مشاعر الرجل، بينما اختـُزلت هي في صور حزينة تمثل تماماً صورة الغرب عنها. ما كتبتِ عنه حقيقة، وأمامنا درب طويل وشاق، والثورات لم تحقق لا للمرأة ولا لغيرها أياً من المطالب الاجتماعية ولم تعطنا حتى الآن حقوقنا الأساسية لا كرجال ولا كنساء. ومثلكُ شعرتُ بصدمة كبيرة عندما تم انتخاب مجلس الشعب المصري الجديد أمام عيني وأنا في مصر، وليس فيه من النساء سوى أقل من ٢٪. لكن الصورة في مقالتك منقوصة وتعطي الانطباع بأننا كلنا تعيسات، لا حول ولا قوة لنا. مجتمعنا العربي ليس بالغوغائية التي تصورينها في المقالة التي تعزز في ذهن القارئ الأجنبي الصورة النمطية لنا، وهي نمطية تعاني من تعميم مجحف، وتساهم في اتساع الشرخ الثقافي بين مجتمعاتنا ومجتمعات الآخرين، وتزيد من العنصرية تجاهنا
شعرت أن مقالتك في المجلة التي اخترتيها استجداء للآخرين لنصرة امرأة مضطهدة، مسكينة، منقبة بالأسود، وكأن الآخرين سيأتون لنصرتها.. كما فعلت الولايات المتحدة عندما حررت المرأة الأفغانية مثلاً؟
عندنا كوم متراكم ومتشابك من المشاكل في العلاقة بين الرجل والمرأة، وفي نظرة الرجل للمرأة، والمرأة للرجل. كم أتمنى أن يتعلما الحب من جديد، فيتعلم الرجل حب المرأة دون التحكم بها، وتتعلم المرأة حب الرجل بدلاً من حب إرضاء الرجل. ما رأيك لو انطلقنا من الحب يا منى، بدلاً من الكراهية؟
24 comments:
You are an extremely inspirational writer. This response coming from you a Free Arab woman is simply brilliant.
عظيمه فعلا الحب بدلا من الكره
loved it Dima , and loved every word of it
اتفق مع كل ما كتب جملة و تفصيلا. راي صائب و سديد و بوركت صاحبة هذا القلم الحر
Malik
رآئعة دوماً انت يا ديمه، تحيه و احترام لاسلوبك الرافي في الرد. صدقت يجب ان نتعلم ان نحب .
الله يفتح عليكى ويزيدك عقل ومنطقيةهذا ما نتمناه من المرأةالتى هى ثلاثة أرباع المجتمع
Dima, what you don't get is that a son might love his mother, or a dad might love his daughter, but they still hate the woman in her. This is why domestic abuse, honor killings, and all sorts of contradictory behavior can occur.
Hate here is an irrational fear of women, and you can see it all around you, but Mona highlighted enough examples.
Take the pictures as an example: They're simply a woman's body. Vaguely Arabic. With the bits normally hidden under a niqab blacked out. Why did that offend so many people? I thought niqab was a personal choice. It isn't. It's not even about "honor" anymore, modesty or even objectification, or any of the standard pro-niqab arguments.
The fact is, the mere body of some woman, any woman, has become offensive, and the niqab has become a tool for women to hide their shame. You're so worried about what the "West" might think of those pictures that you forgot to analyse how they make YOU and those around you feel.
I loved that photo-series because it's a somber remainder that no matter how well you hide the fact, there is still a woman under each niqab, and that's enough to spite any person who actually hates women.
قرات المقالين. للاسف مقالك لم يقنعني... افضّل صراحة و شجاعة مقال منى. بينما حاولت هي تشخيص العقلية الذكورية في كل المجتمعات العربية (بما فيها النساء، لذلك احسب تحليلها منقوصا : الشعوب العربية كغيرها في التاريخ تحاملت على المراة، و لكن العرب، رجالا و نساء لا يزالون يؤبدون هذه الظاهرة بتقنين و ادلجة و ارهاب فكري ديني). لا اراك تقدمين تفسيرا لتخلف العرب في مجال حقوق المراة (التي لا مفر من الدفاع عنها بصراحة و شجاعة، لانه لا مساومة و لا خصوصيات و لا تاجيل في مسائل حقوق الانسان) و لا اراك تقدمين البدائل. كل ما لمسته من مقالك امل (و هو مفيد و لكنه وحده فاقد للنجاعة)، درء للصدام بين الرجل و المراة (و هو تصرف مستكين خانع لان المساواة مفقودة اصلا و العدل شرط للتعايش السلمي الحضاري)، و خاصة استحضار بعض الحجج المستهلكة من قبيل حرية امريكا المزعومة في افغانستان و هي في نظري حجة من يريد الهروب الى الامام و يحاسب على النوايا. الحرية تفتك و لا تعطى، و لك في جميع الثورات العربية و كل قضايا التحرر (بما فيها حرية المراة، التي تنعمين منها بنصيب) اسوة احسبها حسنة. لا حرية بدون نضال. و اول خطوة للنضال هي تحديد العدو (بمعنى عدو حرية المراة لا بالمعنى المطلق، و هو العقلية الذكورية البدائية، و التي حصرتها منى للاسف في الرجال). ابقى رغم ذلك متابعا وفيا لك. تحياتي الخالصة
غسان - تونس
اول مره ادخل مدونتك لأقرأولم اقرأ مقال مني الطحاوي انا سيده في الستين من عمري عايشت اجيالا واجيالا ونعمت بداخلي بحريه شخصيه في ظل ايماني بالله وربيت ابنتي واولادي علي ذلك مقالك جاذب وجذاب جميل ان نضع الحب حلا بدلا عن الكراهيه الحب صوره ايجابيه جميله راقيه اما الكراهيه ليست الا قسوه وسوء طويه ومشاعر سلبيه مؤلمه لصاحبها قبل من يتعاملون معه بالحب تحل كل المشاكل بالكره تزيد المشاكل ان تري واحده انها مكروهه من ابيها مكروهه من اخيها مكروهه من زوجها كيف يعيش الحياه من يري كم هذا الكره محيط به ولاتنسي ان ديننا برئ مما ينسبونه له فالرسول الكريم اوصي الجميع بالنساء خيرا في خطبه الوداع وانه كان رقيق الحاشيه لطيف المعشر جميل اللطف بالنساء فمن تثتغيث بالغرب عليها ان تبحث في سنه الرسول وفي علاقاته بالنساء من حوله وفي نساء المسلمين الأوائل لتري مدي ماحصلن عليه من حب ورحمه ومكانه طيبه
I raise my hat Dima...
I support what you said. Let us start with the Love side. If we tend to start with hatred it will only magnify it more. Love is the key to many aspects of our life. Simple yet complicated.
As for those who disagree and who speak for those who wear niqab or covered and is not one. I m an Egyptian.. I wear the black niqab. it is a chioce that I m proud I've taken. And those who hate me just because of that I tell them "Labeling people for how they look, just because u dont like how they look makes u labeled back as well. Enlarge your views. Be more insightful"
Thank you Dima.
Doaa
والله أنا كمصري شايف أن النساء تعاني فعلاً في مصر و ليس بالضرورة أن حب الأم أو الأخت أو ما شابه يثبت أن الرجال يكنون أي احترام للمرءة، فمثلاً ظاهرة التحرش الجنسي الناتجة عن الصراعات و الاحباطات الاجتماعية أو التشويه الثقافي تعتبر فاجعة في حق المرءة المصرية سواء كانت أم أو أخت أو بنت الجيران، يعني هو المتحرش مبيحبش أمه أكيد طبعاً بيحبهه ولكن فكره مشوه بسبب أحوال اجتماعية متدنية و جهل شديد تسبب فيه الأنظمة السياسية السابقة. طبعاً أنا لا أعتبر ما كتبته منى مقالاً صحفياً محترفاً لسبب بسيط و هو الدرامية المتناهية في روح المقال، أنا لست صحفياً و لكني قارئ و أنا أتقبل هذا النوع من الدرامة في الروايات أو حتى في نقدها، و لاكن المقالات الصحفية تطرح مشكلة و حل و إن لم يوجد الحل يطرح طريق بناء للوصول لحل و لو حتى مجازي، و لكن في النهاية مذا أضافت مقالة منى للمرءة؟ لا شئ الا اعلان المهانة و تخلف الأنظمة العربية؟يعني كدة هما خلاص حيقولوآ "أه و الله يا منى عندك حق مكناش وخدين بالنا شكراً انك نبهتينا" و لكن في النهاية أنا أعتبر المقال صرخة لامرءة مناضلة أو كأنه هتاف في مظاهرة. مقالك طبعاً يا ديمة خطير خطير أضاف فعلاً و أعطى حلاً أو طريق للحل و هو الحب شكراً للمقال الجميل و لغتك العربية فائقة الجمال.
كلامك رائع ومنطقى ياسيداتى انتى حقآانسانا تستحق الاحترام انالااجملك فى هذا لكنك ياسداتى فى رقى اسلوبك تختلفي كثيرآعن هؤلأ المتسلقون الذينا يبحثون عن النجوميه والمال وليس عن القضية. . تحياتى واتمنالكى التوفيق
وكأن الآخرين سيأتون لنصرتها
That is always the problem I believe ..... We need to screemmm but in a way to build our strength . Rather than giving others the impression that we r weak
I love Mona too and following her a lot, yet reading this article describes exactly what I wanted to tell her, and I am sure Mona has the mind and culture to understand this article
that photo is confusing... See usually to illustrate Muslim women we represent the object source of all western phantasms: the veil/niqab itself. But this photo chooses not do so. So I ask myself why?
Is it that Muslim women are under the iron grip of religion hiding their mouth and unable to speak?
Is it hat Muslim women are burning to break free from patriarchy or religious control and starting to turn around and face the world?
Or is it about westerners who still see a niqab on any women despite her being totally naked?
I loved your response and I agree with your criticism of Mona's article.
But I don't like how you denied that Arab men are capable of misogyny. They aren't special snowflakes, they are as capable of being misogynist as any other man out there in the world.
Yes, they do hate us. They love their mothers, their wives, their sisters... and they hate women.
And although I admire your call for love, I think that Arab women are entitled to hate Arab men. After all, they are our oppressors.
تسلمى استاذة ورد رائع ومقنع جدا
فلسنا نكره المرأة او نحجر على مشاعرها بل هى امى وأختى وحبيبتى وزوجتى وكريمتى وهى كل المجتمع لا نصفه ولا يؤخذ فى الاعتبار من يخالف القواعد ونظهره ونعتبره مثالا وظاهرة بل هو شاذ عن قواعد مجتمعنا
ولا ننسى ما يحدث للمرأة على أيدى الغرب فى فلسطين وافغانستان وباكستان والصين والشيشان وفى كل الدول التى احتلوها ومازالا يحتلونها
تسلمى استاذة ورد رائع ومقنع جدا
فلسنا نكره المرأة او نحجر على مشاعرها بل هى امى وأختى وحبيبتى وزوجتى وكريمتى وهى كل المجتمع لا نصفه ولا يؤخذ فى الاعتبار من يخالف القواعد ونظهره ونعتبره مثالا وظاهرة بل هو شاذ عن قواعد مجتمعنا
ولا ننسى ما يحدث للمرأة على أيدى الغرب فى فلسطين وافغانستان وباكستان والصين والشيشان وفى كل الدول التى احتلوها ومازالا يحتلونها
شكرا على ردك !! هو رائع ولطيف وعقلاني وهادئ..والاهم أنه واقعي! ما قلتيه ديمة صحح تماما، فنحن نعم نعاني من مشاكل في مجالات مختلفة ولكن هناك في المقابل الكثير من الثائات، القويات، الناجحات، المميزات والمتفوقات...والحرائر ! ليست كل النساء هنا خاضعة ومسكينة، وانا شخصيا ومن تجربتي ومن مكاني ومجتمعي الذي اعيش فيه أرى أن تحرير المرأة يببدأ منها- من داخلها وعندها ستُخضع الرجل وستجبره على احترامها واحترام حريتها، لذلك فالمشكلة أساسا هي داخلية وما نراه من ظلم الرجل للمرأة وانتقاصه لها هو نتيجة وتبعة لذلك. هذا ما أراه وهذه هي تجربتي مع ذاتي ومع حريتي التي اؤمن أن جميع النساء قادرات على نيلها اذا تغلبن على القيد في داخلهن. هذا رأيي الذي أراه يتعارض مع نظرة الاستاذة منى في صميم فكرتها حول المرأة التي شعرتُ وانا اقرأ مقالها ان تحرير المرأة لن يتم بدون مباركة الرجل !!
شكرا على ردك !! هو رائع ولطيف وعقلاني وهادئ..والاهم أنه واقعي! ما قلتيه ديمة صحح تماما، فنحن نعم نعاني من مشاكل في مجالات مختلفة ولكن هناك في المقابل الكثير من الثائات، القويات، الناجحات، المميزات والمتفوقات...والحرائر ! ليست كل النساء هنا خاضعة ومسكينة، وانا شخصيا ومن تجربتي ومن مكاني ومجتمعي الذي اعيش فيه أرى أن تحرير المرأة يببدأ منها- من داخلها وعندها ستُخضع الرجل وستجبره على احترامها واحترام حريتها، لذلك فالمشكلة أساسا هي داخلية وما نراه من ظلم الرجل للمرأة وانتقاصه لها هو نتيجة وتبعة لذلك. هذا ما أراه وهذه هي تجربتي مع ذاتي ومع حريتي التي اؤمن أن جميع النساء قادرات على نيلها اذا تغلبن على القيد في داخلهن. هذا رأيي الذي أراه يتعارض مع نظرة الاستاذة منى في صميم فكرتها حول المرأة التي شعرتُ وانا اقرأ مقالها ان تحرير المرأة لن يتم بدون مباركة الرجل !!
تحياتي
قرأت مقال الكاتبة منى الطحاوي، وفي ظني إنها تطرفت في آرائها ونظرتها.. أما مقالك فمن طرف خفي وضع يده على الكثير من المواجع
قرأت التدوينة، وذكرتني بمقولة قرأتها وهي "أن الكراهية ليست عكس الحب" ربما الرجل في العالم العربي يا عزيزتي ديمة لا يكره المرأة، لكنه أيضاً لا يحبها . وربما المرأة كذلك أيضاً.
العزيزة ديمة..يمكن بأكتبلك متأخر قوى بعد نشر مقالك بأكثر من سنة..لكننى لم أقرأة سوى الآن..و حقيقى أهنئك عليه..شعرت بمرارتك و أيضا بمرارة منى الطحاوى مع إنكما تعرضان لوجهات نظر متعارضة إلى حد ما..إلا أن المرأة هى دائما لب الموضوع و خاصة المرأة العربية الشرقية فى مجتمعاتنا العربية. فى الواقع كما تقولين أظهرت ثورات الربيع العربى أفضل ما كان مكبوتا فى النساء العربيات من قوة و عزيمة و إصرار و صمود فى وجهه الظلم مهما كانت الظروف..و الآن أكتب لك بعد ثورتنا العظيمة فى 30/6/2013 و التى قلبت موازين الأمور بحق فى وجهه العالم أجمع و ليس مصر أو الدول العربية فقط..و من هنا يأتى الفخر فى قلوب كل نساء و شابات مصر الأبية التى لا تقبل القهر و الكبت و التطرف..حيث خرجنا بالملايين لنقول للعالم هذه هى مصر الحقيقية التى يجب أن تهابوها لأنها قوية جدا و صامدة جدا ليس بمواردها أو مصانعها أو تكنولوجياتها أو نسقها التنظيمى و لكن فقط ب"شعبها" العظيم الفريد الذى تحمل الكثير و ما زال و سوف يتحمل حتى آخر نفس...و هنا النساء شكلن للموجة الثانية من الثورة الدعامة المعنوية و النفسية الأساسية..و حقيقى كلنا فى قمة الفخر لكوننا مصريات..و كن بالملايين فى كتابة استمارة تمرد..و كن بالملايين فى الخروج 30/6 و 1,2,3/7 ثم أيضا فى 26/7 ..و اذا تطلب الأمر لكررن خروجهن عشرات بل مئات المرات تطلعا للحرية..فما هى هذه القوة الجبارة؟ و من أين تأتى داخل كل روح من أرواح نساء مصر؟ و كيف إستطعن الصمود على الرغم من قساوة الحياة الشديدة و المجتمع الذى لا يرحم؟ هذه بعبارة واحدة هى الرغبة فى الوصول للحق و للحرية الحقيقية ..الحرية ليس بمفهومها الخاطىء..بل تلك الحرية التى تجعل من الانسان كيان يحترم و يُحترم..و النساء هن فى مقدمة الصف لشعورهن الدائم بالعزلة عن معنى الحرية الحقيقية سواء منذ الطفولة و حتى يصبحن أمهات و زوجات ثم جدات..و و اليوم اكتب لك و انا كلى سعادة بما حققناه فى بلدنا الغالية..و لكننى أيضا اشعر بمرارة عميقة كإمراة تتألم من ظلم فى حياتها الزوجية..و على أن أتحمل لكى تمضى الحياة و أن أكبت مشاعرى بل و أن أركز على عملى الذى أحبه كثيرا و ان أتمسك به لأننى "أحارب " ضده ..و ان أركز على أولادى "قرة عينى" لأنهم العوض عن كل خزلان..اتمنى لو تستطيعى التواصل معى..و شكرا لك من أعماق القلب المجروح على روحك الجميلة...
Post a Comment