قمريات - السر

كَـمْ تســألـونـي

! ِعن سرِّ جـِناني .. به

لـِـمَ تســألـونـي

عن سرِّ افتتاني .. بهِ ؟

لا أعرفُ في الحكاية سـرّا

عَـبَـثاً أبحـثُ عـن الإجـابـة

فـلا ... أجـدُهـا

عسـى القمرُ نفسُهُ يعرفُـها

فاسألوه هُوَ.. وإنْ أجابكُمْ

لا تخبروني بها

لــنْ أغــامـرَ قــَـطُّ بالأمــرِ

أخشى أن يُعكـِّـرَ سـِـــرّي

صَـفْــوَ وئامي مـع الـقمــرِ

تعـلمـتُ ألا أتـلاعـبَ بالقدرِ

إلا إذا كنتُ على شفا خطرِ

يا منْ تسألونـي

صـــدِّقــــونـــي

هو كَنْزٌ من كنوزِ الكَوْنِ

يُصْغي، ويحبُّ بصَمْتِ

يُـطِـلُّ دومـاً بلا شــَرْطِ

لا رفيقَ على الأرض يشبهُه

لا نِــفــاقَ ولا تَــمَـلُّـقَ مـعـهُ

لا يَــتَــلَــوَّنُ أبـــداً وجــهُــهُ

ومــهــمـا طـالـتْ غَـيْــبَــتُــهُ

ْفهو دائـماً - إليَّ - يــعـود

ْكـم من "أصدقاءَ" لا يُصْـغُـون

ْوكـم من "رفـــاق" لا يـعـودون

ْتعلو أصواتُهم عندما يحتاجون

ْهم حاضرونَ غائبون

ْمتلونـونَ .. متبـدلون

ْفي أجملِ اللحظـاتِ يتهـافتون

ْوفي وقتِ الضـيقِ.. يــُدْبِـرون

يا منْ تسألونـي

صـــدِّقــــونـــي

ْلا صاحبَ في الدنيا يُضاهي القمر

هـذا ، لا عَـمْـرُكْ ، ســرٌّ مُسْـتَــطَـرْ

ْيَـعْـرِفُـهُ ويتـنـاقـلُهُ أغـلـبُ الـشـجــر

ْويَعْجَزُ عن دَرْكِهِ جلُّ بني البشـر

فلا تسـألوني

عن سـرِّ حـــبٍّ

أكبرَ مني، وحتى منهُ

لا حـدودَ ولا أُطـُرَ لـهُ

ُولن تجدوا قـالـَـباً لـه

في اللوائحِ والشرائعِ الكثيرة

وتلك العُـلـَـب الصغيرة

التي تُحَجَّـمُ بها الأرضُ

فـتختنــقُ بمن فيها

مع أنَّ الأرضَ جِـدُّ كبيرةْ

أبو ظبي، ١٤ أكتوبر تشرين الأول ٢٠١٢

قمريات وخربشات أخرى