الكل يتحدث عن نقلة نوعية في الأحداث في سورية بعد التفجير الذي أصاب مركز الأمن القومي بدمشق في السابعة والنصف من صباح الأربعاء الثامن عشر من تموز يوليو ٢٠١٢ والذي أودى بحياة أربعة من كبار المسؤولين السوريين، منهم آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد، كانوا مجتمعين في ما يعرف بخلية الأزمة
هي فعلا نقلة نوعية لكن حتى الآن لا أحد يعرف بالضبط من نفذها. ورغم أن نتيجة النقلة النوعية تعني بالضرورة قرب نهاية النظام أو نهاية بشار الأسد على الأقل، فإن اتجاهها قد يختلف بحسب الأيادي التي تحرك خيوط الأمور في سورية
لست من أنصار نظريات المؤامرة لكن ثمة عناصر كثيرة تثير الشكوك في الأحداث وما تلاها من ردود فعل
سأطرح عدة تساؤلات أولاً
١- لِمَ كان تلفزيون المنار من أعلن عن وفاة آصف شوكت قبل التلفزيون السوري؟ وكيف حصل على معلومات حصرية عن التفجير وعن ضحاياه؟ ولم لم يسبق لتلفزيون المنار من قبل أن أورد أي أخبار حصرية مشابهة أثناء تفجيرات سابقة وقعت في دمشق؟
٢- لِمَ لَمْ يُعلن الحداد في سورية على ضحايا أرواح من فقدهم النظام في التفجير؟
٣- لِمَ لا توجد صورة واحدة لموقع التفجير؟ علما بأن التلفزيون السوري عادة ما يسارع إلى نشر صور التفجيرات ويعيد ويكرر عرضها بلا توقف ويلتقي المواطنين في محيط المكان، وعادة ما يقبض أيضاً على الفور على المنفذين وكثيرا ما يعترفون بالجريمة على التلفزيون السوري. حتى الآن نحن لا نعرف حتى حصيلة القتلى في عملية التفجير
٤- هناك تضارب في الشهادات حول التفجير من أشخاص لا علاقة لهم بالنظام ولا بالثورة. مثلا مراسلة الـ بي بي سي تقول إنها مرت من المكان ولم تر آثاراً لأي تفجير ولا حتى وجوداً أمنياً مكثفاً في الساعات التي تلت التفجير ولا حتى زجاجاً مكسراً في المنطقة. أما سكان المناطق المحيطة فقد وردني من أكثر من شخص قوله إنه لم يسمع أي انفجار في الصباح. بينما وردني من شخص واحد موجود في الجسر الأبيض، أي في مكان قريب من الروضة، أنه سمع شيئاً لكنه ليس متأكداً ما كان. وفي الوقت نفسه نُقل عن نشطاء أن الحرس الجمهوري طوق مستشفى الشامي القريب بعد وصول سيارات إسعاف تحمل جرحى من مكان الانفجار
ليست لدي إجابات ، لكن الاحتمالات والتفسيرات كثيرة
١- الاحتمال الأول : النظام يتخبط
بمعنى أن النظام فوجئ حقاً بالتفجير، ولهذا السبب لم يتصرف كما يتصرف عادة في أعقاب التفجيرات، ولم ينشر ما ينشره عادة من مواد فلمية أو لقاءات. وهناك من يعتبر هذا التغيير في ردة فعل النظام الإعلامية دليلاً على أن التفجيرات السابقة كانت من تدبير النظام نفسه
إذا كان النظام فعلاً يتخبط فمعنى ذلك أنه يمكن فعلاً أن يكون الجيش السوري الحر هو من نفذ العملية ودبرها كما يدعي باستخدام شخص - على ما يبدو مدني، ويقال إنه حاجب العميد بختيار - من داخل الدائرة الصغيرة المغلقة لخلية الأزمة. العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس الاعلى للجيش السوري الحر أكد هذه الفرضية من مكان تواجده في تركيا، وقال إن منفذ العملية أصبح في مكان آمن. وتؤكد عدة روايات عن التفجير هذا الكلام، منها أن المنفذ وضع حقيبة من المتفجرات في القاعة وخرج. ثم وقع الانفجار بعدها
٢- الاحتمال الثاني: النظام أجهض محاولة انقلابية من خلال التفجير تخلص فيها من عناصر شعر أو عرف بأنها تمثل خطراً عليه
٣- الاحتمال الثالث: التفجير كان عملية قلب طاولة على النظام، على الأغلب بتدبير وعلم من قوى خارجية. وفي هذه الحالة أيضاً يمكن أن يكون الجيش السوري الحر قد نفذها، أو أن القوى الخارجية اخترقت النظام فتعاونت معها عناصر من داخل النظام
٤- الاحتمال الرابع: النظام افتعل التفجير أو تظاهر بأنه حصل كجزء من خطة من خططه الجهنمية في ضوء زحف المواجهات إلى العاصمة، لتبرير ردة فعل معينة من طرفه من تصعيد عسكري وغيره، وربما كي يختفي المسؤولون "الموتى" من الساحة ويتم تهريبهم مثلا إلى أي مكان خارج سورية
المؤكد أن الغموض يكتنف التفجير بعد قرابة ٢٤ ساعة من حصوله، وهو ما يبقي الباب مفتوحاً على تساؤلات لا نهاية لها، وسيناريوهات متعددة. وبغض النظر عن التفاصيل المغيبة والتي قد لا نعرفها قط، فإن التصعيد قد حصل بالفعل في المواجهات في العاصمة ليس بالضرورة كنتيجة مباشرة للتفجير، أي أن التصعيد كان آتياً على أية حال، لكنه ساهم في إشعال فتيلة الأمور وإسراع وتيرتها، وهي أصلاً مشتعلة
وإن صحت الأنباء الواردة عن إصابات كثيرة ضمن العسكريين من الجيش العربي السوري أي الجيش النظامي في نهاية النهار، فقد يكون الجيش السوري الحر قد حقق فعلاً مستوى عالياً من التكتيك والتدريب والتخطيط والعتاد يمكنه من اختراق النظام على أعلى المستويات ومواجهات جيشه في حرب شوارع خطيرة في أحياء وشوارع دمشق
أريد أن أضيف ملحوظة أخيرة وهي أن اليمن شهد تفجيراً مماثلاً لاجتماع رفيع المستوى .. فهل هي صدفة؟ أم أن السيناريو اليمني مطروح في سورية؟
بانتظار مزيد من الأجوبة في الساعات والأيام المقبلة .. أو ربما فقط مزيد من الأسئلة
6 comments:
والله يا ديمة أن عندي نفس التساؤلات. وكتبت التالي على صفحة الفيس بوك وتويتر : "الكل يقول أن ماحدث اليوم ضربة موجعة للنظام مع أن الجيش الحر لم يعلن مسؤوليته عن العملية إلى "الآن". فمن قال لكم أن النظام ليس له يد في هذا الإنفجار؟ ألم تقرأوا عن الأنظمة الشمولية؟ ألم تقرأوا أن تلك الأنظمة تقتل رجالها لتصعّد في قتل شعبها بلا هوان؟ الأيام القليلة القادمة مليئة بالدماء والمفاجاءات. الله يهونها على أهل سورية العزّل..."
واضح أن النظام يريد الإنتقام ويريد أن يحرق البلد والعالم العربي قبل مايحترق
نظرية الصاروخ الذكي لا زالت حاضرة بقوة. مثلما حصل لعلي صالح يتكرر الآن في سوريا.
بن سند
لا أرجح نظرية ان النظام قام بالعملية للتخلص من مجموعة شعر بانها تحاول الانقلاب عليه ولو كان الامر صحيحا ان هناك محاولة انقلاب لقام النظام بالتخلص منهم بطريقة صامته وذلك لان النظام يعي بان عملية كلتي حدث تعطي الثوار دفعا معنوياً كبيرا و تزيد من جرئتهم .
كل ما ذكرته يثير التساؤل وفعلا لا صور ولا حداد ولا تفاصيل... والاغرب الإعلان عن الحدث.
أكثر ما آثار دهشتي هو تعامل وسائل الإعلام مع الحدث. محللون سياسيون وخبراء استراتيجون وكلهم يتحدث عن ما بعد وليس عن الحدث نفسه.. ولا ادري كيف بإمكانهم التنبؤ بنتائج حدث معين هم لا يفهمونه!
صحيح تماما .. الإعلام يتعامل مع الحدث دون الخوض في تفاصيله .. وبكل برود
Post a Comment