لم أكن أتخيل أن مسألة توحيد بداية رمضان مسألة ذات خصوصية في ليبيا
عندما أُعلن في بنغازي أمس عن بدء رمضان يوم الاثنين مثل السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات وسورية ولبنان والمغرب واليمن وغيرها من الدول العربية، سادت روح لم أتوقعها من الفرحة بين الناس
وأصبح الكل يقول بفرح : "صرنا مثلكم، صار رمضاننا مثل رمضانكم" والغبطة تبدو على وجوههم وعيونهم كلها تألق وإشعاع
تجولت في شوارع المدينة وبالتحديد في شارع تجاري فيه محال كثيرة ، وكان الجميع يردد لي فرحته بأن الليبيين سيصومون رمضان في نفس الوقت مع باقي العرب
كان النظام دائماً، كل عام، يخالف باقي الدول العربية في موعد بدء رمضان وانتهائه وحتى في وقفة عرفة
قالوا لي إنهم للمرة الأولى من ٣٥ سنة شاهدوا على التلفزيون شيوخ البلاد يعلنون بدء رمضان، ظهروا على قناة الجزيرة مباشر، بعد أن كان الشعب الليبي مجبراً على الاعتماد على "مركز للاستشعار عن بعد" لا يعرف أحد أين هو ولا ما هو، كمصدر يستخدمه النظام لإخبارهم بموعد بدء أو انتهاء رمضان
كل شيء في ليبيا القذافي مختلف
وكلما تمنيت لأحدهم رمضاناً كريماً ، قال لي : أول رمضان دون القذافي من ٤٢ عاماً
بالنسبة لشباب الثورة هو أول رمضان في حياتهم دون معمر
الطريف أن نظام القذافي دعا للمرة الأولى الليبيين إلى تحري رؤية الهلال بدلاً من الإعلان مسبقاً عن بداية رمضان، وبالتالي فإن ما توقعه البعض من أن رمضان في ليبيا سيكون رمضانـَين بين طرابلس وبنغازي لم يتحقق. رمضان يبدأ في كل ليبيا يوم الاثنين، وهو أمر يعتبره الليبيون من مكاسب ثورة ١٧ فبراير من ناحيتين: الأولى تطبيع القذافي في مسألة رؤية الهلال، والثانية بدء رمضان في ليبيا مع باقي الدول العربية
كل عام وكل الليبيين وكل العرب وكل المسلمين بألف خير في هذا الرمضان الثوري
ولن أقول هذا العام : رمضان مبارك ، بل : رمضان كريم ، لأنه أيضاً أول رمضان دون مبارك
2 comments:
شيء يبهج القلب و رمضانك كريم =)
رمضان كريم :)
Post a Comment