قبل قليل أعلن الرئيس الفنزويلي أوغو تشافس خلفاً رسمياً له، للمرة الأولى على الإطلاق. تشافس سيخضع إلى عملية جراحية جديدة في نفس المكان بجسده، في كوبا، لأن السرطان قد عاد. ويبدو أنها هذه المرة أخطر من المرات السابقة، مما اضطره للإفصاح عمن يراه جديراً بخلافته في زعامة الثورة البوليفارية. تشافس فاز في الانتخابات الرئاسية مؤخراً في السابع من أكتوبر تشرين الأول لكنه لم يبدأ فترته الرئاسية الجديدة. وهذا يعني أنه إن لم يتمكن من التغلب على السرطان ولم يعد لتسلم الرئاسة سيتحتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة. تشافس تطرق للمرة الأولى إلى سيناريو عدم نجاته وطلب من الجميع التصويت لنائبه ووزير خارجيته نيكولاس مادورو في حال غيابه وعقد انتخابات
نيكولاس مادورو شخص أعرفه جيداً. اشتراكي، ذكي جداً، مرح الطبع، صوته جهوري، له حضور ويتمتع بكاريزما، عرفته سياسياً محنكاً، ماكراً، مدمناً على العمل وعلى السياسة، دبلوماسياً جداً في التعامل. يأتي من أسرة متواضعة جداً. بعد إنهاء الثانوية عمل كسائق حافلة (شوفير باص!) في كاراكاس ثم تحول إلى زعيم نقابي، ثم دخل معترك السياسة أولاً عبر البرلمان ومن يومها يقفز من نجاح إلى نجاح حتى وصل إلى عتبة الرئاسة اليوم، علماً بأن تشافس عينه نائباً له فور فوزه بالانتخابات الأخيرة أي قبل شهرين فقط. كان قبلها يشغل منصب وزير الخارجية، ولا يزال يشغله. لا يتحدث أي لغة أجنبية. ملتزم جداً بالقضية الفلسطينية ومستعد لدعمها بكل الوسائل
إليكم لقاء أجريته معه أثناء الحرب على غزة مطلع عام ٢٠٠٩ يركز على موقف فنزويلا من الحرب. وقتها كانت فنزويلا قد طردت دبلوماسي سفارة اسرائيل من الأراضي الفنزويلية (يعني هو من طردهم). وبعد أيام من هذا اللقاء أغلقت فنزويلا السفارة الاسرائيلية برمتها وقطعت العلاقات مع اسرائيل بالكامل ولم تعدها حتى اليوم
طبعاً تبقى كل الاحتمالات مفتوحة أمام فوز مادورو أو خسارته في أي انتخابات قادمة، إن افترضنا أن أمنية تشافس ستحقق بأن يكون هو خليفته في حال غيابه. ما لا شك فيه هو أن المعارضة الفنزويلية تنتظر تلك الانتخابات بفارغ الصبر لأنها ستكون أول فرصة حقيقية لها لتغيير مسار صناديق الاقتراع التي كان تشافس بمثابة مغناطيس سحري لها. لا أحد يعرف إن كان خليفته سيرث منه نفس المغناطيس
No comments:
Post a Comment