لا
أعرف كيف أفلت مني الكاتب الفرنسي أندريه جيد. لا أعرف كيف يمكن
أني لم أقرأ له من قبل. اسمه
لم يكن غريباً علي لكن لسبب أو لآخر لم
أكن قد تعرفت على كتاباته. أندريه
جيد حصل على جائزة نوبل للآداب عام ١٩٤٧
وتوفي عام ١٩٥١ علماً بأنه ولد في القرن
التاسع عشر، وبالتحديد عام ١٨٦٩
اخترت
روايته "اللاأخلاقي"
من مكتبتي لأنها صغيرة وخفيفة
الوزن، وهي هدية من صديق، وبدأت قراءتها في المترو بكاراكاس
جذبتني
البداية لأنها تنطلق من تونس، وبطريقة
شيقة جداً، ولأنها كتبت في مطلع القرن العشرين وأحسست بها وكأني أعيشها. الشخصية
الرئيسية تسرد كل الأحداث كما حصلت في
الماضي وتخاطب "الأصدقاء"
ويشعر القارئ بأنه أحد أولئك
الأصدقاء. ينقل الكاتب
التفاعل بين الشخصيتين الفرنسيتين، أي
ميشيل وزوجته مارسيلين من جهة، وأبناء
الشعب التونسي من جهة ثانية، ببراعة، ومن
خلال ذلك التفاعل ، يتعرف القارئ قليلاً
على تونس. وتشير الشخصيات
الفرنسية إلى كل من هم من تونس إلى "العرب"
وليس التوانسة
لم
يسبق لي أن تركت علامات على جمل في رواية
قرأتها بقدر ما فعلت في هذه الرواية.
قرأتها بالفرنسية لذا يرجى
الأخذ في عين الاعتبار أن ما سأنقله لكم
من مقاطع وجمل هو ترجمتي الخاصة إلى
العربية
الرواية
بالنسبة لي تدور حول اكتشاف الذات، وتعلم
حب الحياة، والتعرف على الحب، والتعرف
على السعادة، وفقدان السعادة، وفقدان
الحب. الجميل أن هناك
جملاً بعينها تعبر عن تلك الأشياء بأفكار
سأستعرض عليكم بعضها
شعرت
بأنني أحترق بنوع من الحمى السعيدة، ليست
إلا الحياة نفسها
هل
كنتُ أعرف نفسي، كإنسان؟ أنا أكاد أكون
قد ولدت الآن ولا يمكن أن أعرف من سأولد،
بل علي أن أتعلم ذلك
بالنسبة
لمن ظن أنه قد مات ليس ثمة ما هو أكثر
تراجيديا من تعاف بطيء. فبعد
أن يكون جناح الموت قد لامسه تبدو الأشياء
التي كانت مهمة غير مهمة، وتظهر أشياء
أخرى مهمة لم تكن تبدو مهمة ولم نكن حتى
نعرف أنها موجودة
أعرف
أنني أردت الإمساك بالسعادة كما يريد
المرء الإمساك بمياه جارية بيديه
المتقاربتين، عبثاً. كنت
أشعر إلى جانب السعادة بأن ثمة شيئاً آخر
غير السعادة يلون حبي، لكنه يلونه كما
يلون الخريف
لقد
فصلت سعادتي على مقاسي لكني كبرت، والآن
سعادتي ضاقت علي وأحياناً أشعر بأنها
تخنقني
أغلب
الناس يشبهون أشياء أخرى أكثر مما يشبهون
ذاتهم، فهم يجدون لأنفسهم نمطاً ويقلدونه
حتى أنهم لا يختارون النمط الذي يقلدونه
بل يقبلون بنمط تم اختياره
أنا
أسميها قوانين الخوف. يخاف
المرء من أن يبقى وحيداً، فلا يجد ذاته
أبداً
لم
أتمالك نفسي قبيل نهاية الرواية - التي تنتهي حيث بدأت: في تونس - وبكيت
بحرقة. في نهاية المطاف
حين أفكر بها الآن فإن بعض أحداثها مأساوية، لكن
ما أبكاني ليست الأحداث المأساوية وإنما ما يفعله
الحب بنا، حين يكثر وحين يقل، وحين لا
نعرف كيف نتعامل معه ومع تغيره فينا أو تغيره في الآخر
أندريه
جيد يذكرنا بأن الحب يحيي وأن الحب يقتل
لا
أستغرب أنه فاز بجائزة نوبل للآداب،
وسأبحث بكل تأكيد عن روايات أخرى له.
أتمنى فعلاً أن أكتب مثله
يوماً ما
No comments:
Post a Comment