23 Sept 2013

Retour de l'amour


Tout est fini
La haine est dans tout

La maison, bombardée par des avions
Les aimés, tués par des balles
Et les cris sortent de partout

Le chemin, couvert par des restes de vie
Le quartier, déjà détruit

Où est la révolution?
Où est la liberté?

Où est l'amour?
Où sont tous?

Il y a ceux qui sont morts
Et ceux qui ont disparu
Ceux qui sont réfugiés
Et ceux qui sont déplacés

Et juste là
Devant moi
Et derrière moi
Ceux qui s'entretuent

J'ai ramassé mes rêves
Les ai enveloppés dans le foulard de ma grandmère
Et je suis partie
Je n'ai plus peur

Il ne reste que les rêves
Mais ça me suffira
Jusqu'à la fin du cauchemare
Jusqu'au retour de l'amour

#Syrie


Texte original en arabe الوشــاح

تعلم لغتك العربية - الدرس الخامس عشر




هذه الدروس يقدمها لكم الملقب على تويتر بالـ أعرابي .. اقرأ التعريف بها




الدرس الخامس عشر: الاستثناء


الاستثناء هو أن نخرج بعض الأفراد من المعنى العام بإحدى أدوات الاستثناءفمثلاً حين نقول: جاء الطلاب إلا زيداً. فنحن أخرجنا زيد من الطلاب، وزيد هو فرد، والطلاب لفظ عام يشمل زيد وغيره. ونلاحظ أننا أخرجنا زيداً من بقية الطلاب من خلال أداة الاستثناء وهي: إلا

والاستثناء له ثلاثة أركان

الأول: المستثنى
الثاني: المستثنى منه
الثالث: أداة الاستثناء، وأدوات الاستثناء كثيرة، من أهمها: إلا، غير، سوى

فمثلاً حين نقول: حضر الوزراء إلا وزيرَ المالية
أين المستثنى؟
المستثنى هو وزير المالية، فهو الذي الذي استُثني من الحضور
وأين المستثنى منه؟
الوزراء؛ أي أننا استثنينا وزير المالية من بين بقية الوزراء
وأين أداة الاستثناء؟
أداة الاستثناء هي: إلا



أحوال الاستثناء

الآن نريد أن نعرف هل الاسم المستثنى يكون مرفوعاً أم منصوباً أم مجروراً؟ بمعنى آخر: أيُّ هذه الجمل أصح؟

حضر الطلابُ إلا زيدٌ
حضر الطلابُ إلا زيداً
حضر الطلابُ إلا زيدٍ

أيُّ هذه الإجابات صحيحٌ؟

للإجابة على هذا السؤال، نقول بأن هناك حالتين أساسيتين

الحالة الأولى: أن تكون الجملة تامة. ومعنى تامة أن يكون المستثنى منه مذكوراً
في هذه الحالة يكون المستثنى منصوباً، سواء كانت الجملة مثبتة أو منفية
مثال: نجح التلاميذ إلا زيداً
لماذا جعلنا "زيداً" منصوباً؟ لأنه جاء بعد جملة تامة تم ذكر المستثنى منه فيها، والمستثنى منه هو التلاميذ

مثال: ما نجح التلاميذ إلا زيداً
فهنا كلمة "زيداً" منصوبة كذلك، لماذا؟ لأنه جاء بعد جملة تامة مذكورٌ فيها المستثنى منه. ونلاحظ في هذه الجملة أنها منفية، أي مسبوقة بحرف النفي وهو: ما

الحالة الثانية: أن تكون الجملة غير تامة، أي أن المستثنى منه لا يكون مذكوراً
في هذه الحالة نلغي أداة الاستثناء، أي أننا نعرب ما بعد حرف "إلا" كأنها غير موجودة

مثال: ما نجح إلا زيدٌ
فهنا نعرب كلمة "زيد" على أنها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، أي أننا تعاملنا مع الجملة وكأن أدة "إلا" غير موجودة

مثال: ما رأيتُ إلا زيداً
نعرب "زيد" على أنه مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. فكأن أداة الاستثناء غير موجودة

أدوات الاستثناءغير، وسوى

تحدثنا قبل قليل عن أداة "إلا" وقلنا بأن المستثنى يكون منصوباً بعدها إذا كانت الجملة تامة، وأما إذا كانت غير تامة فتعرب بحسب ما قبل "إلا"، وكأنّها غير موجودة

هذا فيما يتعلق بأداة "إلا"، أما الأداتان "سوى وغير" فهما أسهل بكثير، فالاسم الذي يأتي بعدهما يكون دائماً مجروراً على أنه مضاف إليه

لننظر إلى الجمل التالية
أ- فاز الحضور غير سعدٍ
ب- ما فاز غير سعدٍ
ج- فاز الحضور سوى سعدٍ
د- ما فاز سوى سعدٍ

نلاحظ أن "سعد" في جميع الأحوال كان مجروراً على أنه مضاف إليه، سواء كانت الجملة تامة أو غير تامة
ويُعرب كلٌّ من "سوى وغير" إعراب ما بعد: إلا


الأسئلة

أعرب الجمل التالية

أ- صام المسلمون إلا المعذورين
ب- اتفق الفقهاء إلا أبا حنيفة
ج- ما جاء إلا خالدٌ
د- قرأ الجميع سوى فاطمة
ه- ما تكلم غيرُ المديرِ


الإجابات

أ- صام المسلمون إلا المعذورين

صام: فعل ماض مبني على الفتح
المسلمون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم
إلا: أداة استثناء
المعذورين: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم

ب- اتفق الفقهاء إلا أبا حنيفة

اتفق: فعل ماض مبني على الفتح
الفقهاء: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره لأنه جمع تكسير
إلا: أداة استثناء
أبا: مستثنى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف
حنيفة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف

ج- ما جاء إلا خالدٌ

ما: حرف نفي
جاء: فعل ماض مبني على الفتح
إلا: أداة استثناء
خالد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة

د- قرأ الجميع سوى فاطمة

قرأ: فعل ماض مبني على الفتح
الجميع: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
سوى: مستثنى منصوب
فاطمة: مضاف إليه مجرور

ه- ما تكلم غيرُ المديرِ

ما: حرف نفي
تكلّم: فعل ماض مبني على الفتح
غيرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف
المدير: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة



14 Sept 2013

تعلم لغتك العربية - الدرس الرابع عشر



هذه الدروس يقدمها لكم الملقب على تويتر بالـ أعرابي .. اقرأ التعريف بها



الدرس الرابع عشر: التمييز

كما أن الحال هو اسم نكرة زيادة في الجملة تهدف إلى توضيح شيء مبهم، فكذلك التمييز هو اسم نكرة زيادة في الجملة تهدف إلى توضيح شيء مبهم، لكن الفرق بينهما أن التمييز يجيب عن سؤال: "ماذا" والحال يجيب عن سؤال: "كيف"

وهذا هو أسهل معيار للتفريق بين الحال والتمييز. فإذا صلحت الجملة أن تكون جواباً لسؤال يبدأ بكلمة "ماذا" فهي تمييز، وإذا صلحت أن تكون جواباً لسؤال يبدأ بـ "كيف" فهي حال

فعلى سبيل المثال: حين نقول: ازداد زيد علماً
هل كلمة "علماً" حال أم تمييز؟
هي تمييز، لماذا؟ لأن الجملة تصلح جواباً على سؤال يبدأ بكلمة "ماذا"، فنقول: ماذا ازداد زيداً؟ فيُجابازداد زيدٌ علماً
فكلمة "علماً" تُعرب على أنها تمييز؛ لأننا ميّزنا ما الذي ازداد في زيد، هل ازداد طولاً أم عمراً علماً

مثال آخر: اشتريتُ عشرين كتاباً
كلمة "كتاباً" هنا فسّرت لنا كلمة "عشرين". فلولا كلمة "كتابا" ما استطعنا أن نعرف ما المقصود بالعشرين، هل هو عشرون طاولة أم عشرون قلماً أم غير ذلك. فاستطعنا من خلال كلمة "كتاباً" التمييز بين الاحتمالات الواردة بعد كلمة عشرين
فهل كلمة "كتاباً" تمييز أم حال؟
هي تمييز، لماذا؟ لأنها تصلح جواب على سؤال يبدأ بكلمة "ماذا"، كأن نقول: ماذا اشتريت؟ فتجيب: اشتريتُ عشرين كتاباً

حكم التمييز

التمييز مثل الحال، فكلاهما منصوب دائماً، فمثلاً حين نقول: "ازدادَ زيدٌ علماً" فإننا نعربها كما يلي

ازداد: فعل ماضٍ مبني على الفتح
زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
علماً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة


الأسئلة

أعرب الكلمات التي تحتها خط

أ- إني رأيتُ أحد عشر كوكباً
ب- وفجرنا الأرض عيوناً
ج- وسع ربّي كلَّ شيءٍ علماً
د- وواعدنا موسى ثلاثين ليلة


الإجابات 

أ- إني رأيتُ أحد عشر كوكباً
كوكباً: تمييز منصوب بالفتحة لأنه مفرد. ونلاحظ هنا أن كلمة "كوكب" جعلتنا نميّز ما المقصود بجملة "أحد عشر"، هل أحد عشر منزلاً أم نجماً أم غير ذلك

ب- وفجرنا الأرض عيوناً
عيوناً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأنه جمع تكسير

ج- وسع ربّي كلَّ شيءٍ علماً
علماً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأنه مفرد

د- وواعدنا موسى ثلاثين ليلة
ليلة: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأنه مفرد






7 Sept 2013

تعلم لغتك العربية : إجابات الدرس الثالث عشر

الدرس الثالث عشر موجود هنا


إجابات الأسئلة

أ- أرسل اللهُ محمداً مبشراً
أرسل: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح
اللهُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
محمداً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (والمفعول به هو صاحب الحال)
مبشراً: حال منصوب

ب- تحدثَ المديرُ معرباً عن شكره
تحدث: فعل ماض مبني على الفتح
المدير: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ( والفاعل هنا هو صاحب الحال)
معرباً: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة
عن شكره: جار ومجرور

ج- اجتمع القائدان آملَين في الاتفاق
اجتمع: فعل ماضٍ مبني على الفتح
القائدان: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى. (والفاعل المثنى هو صاحب الحال)
آملَين: حال منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى
في الاتفاق: جار ومجرور

دخرج المتظاهرون سائرين على أقدامهم
خرج: فعل ماض مبني على الفتح
المتظاهرون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. (الفاعل هو صاحب الحال)
سائرين: حال منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
على أقدامهم: جار ومجرور




تعلم لغتك العربية : الدرس الثالث عشر



هذه الدروس يقدمها لكم الملقب على تويتر بالـ أعرابي .. اقرأ التعريف بها



الدرس الثالث عشر: الحال

الحال والتمييز من أسهل الدروس في اللغة العربية، وأحكامهما من أقل الأحكام. سوف نناقش في هذا الدرس قضية الحال وفي الدرس القادم سنناقش التمييز

ما معنى الحال؟

الحال هو كلمة في الجملة زائدة عن أصل المعنى، ما الهدف منها؟
الهدف منها هو شرح حالة الشخص الذي قام بالفعل، ولذلك سمي "حال" لأنه يشرح حال صاحب الفعل. فعلى سبيل المثال: رأيت محمداً مسرعاً. أين الحال في هذه الجملة؟

الحال هو كلمة "مسرعاً" لأنها شرحت لنا حال محمد عندما رأيناه، فهل كان حاله باكياً راكضاً ضاحكاً غاضباً؟ كان حاله مسرعاً

وهناك طريقة يمكن من خلالها معرفة الحال، وهي أن الكلمة إذا قبلت قولنا "حال كونه كذا" فإنها حال وإلا فلا. فعلى سبيل المثال حين نقول: " جاء خالد مسرعاً". فهنا نجد أنه بإمكاننا أن نقول: "جاء خالد حال كونه مسرعاً". لاحظ أن كلمة "مسرعاً" قَبِلتْ دخول جملة "حال كونه". أما إذا لم تقبل جملة "حال كونه" فلا تكون حالاً، فمثلاً: "شبعتُ أكلاً" هل كلمة "أكلاً" حال؟ لا؛ لأننا لا نستطيع أن نقول: شبعت حال كونه أكلاً

ما حكم الحال؟

الحال دائماً وأبداً يكون منصوباً، فلا يجوز رفعه ولا جره. فنحن نقول: "جاء محمد مسرعاً" ولا نقول مسرعٌ ، أو : مسرعٍ

أنواع الحال

الحال يأتي على صور كثيرة، فقد يكون صاحب الحال (أي الذي نصف حاله) فاعلاً أو مفعولاً به، مثنى أو مفرد أو جمع

أ- مثال على كون صاحب الحال فاعلاً: جاء صديقي غاضباً
أين الحال في هذا المثال؟ كلمة غاضباً
من صاحب الحال؟ كلمة "صديقي" وهي فاعل مرفوع

 ب- مثال على كون صاحب الحال مفعولاً:  رأيتُ صديقي غاضباً
أين الحال في هذا المثال؟ كلمة غاضباً
من صاحب الحال؟ كلمة "صديقي" وهي مفعول به في هذه الجملة

ج- مثال على كون صاحب الحال مثنى: رأيتُ صديقيَّ غاضبَين
أين الحال هنا؟ كلمة "غاضبين". وهي مثنى
من صاحب الحال؟ كلمة "صديقيّ" وهي مفعول به مثنى

د- مثال على كون صاحب الحال جمع: رأيتُ أصدقائي غاضبين
أين الحال؟ كلمة "غاضبين". وهي جمع
من صاحب الحال؟ كلمة "أصدقائي". وهي مفعول به جمع


الأسئلة

 أعرب الجمل التالية

أ- أرسل اللهُ محمداً مبشراً
ب- تحدثَ المديرُ معرباً عن شكره
ج- اجتمع القائدان آملَين في الاتفاق
د- خرج المتظاهرون سائرين على أقدامهم

للتأكد من صحة الإجابات يمكن الاطلاع هنا

4 Sept 2013

قمريات - بلا كهربا






أول محاولة بالعامية 
كتبتها أمس بعد تجربة انقطاع الكهرباء في فنزويلا
أضع النص مكتوباً لمن قد لا يفهمون اللهجة المسجلة



مش فارقة أنو ما في كهربا

مش فارقة أنو ما في ضو

ولا في أسنصير

ولا في تلاجة
ولا في تلفزيون
ولا في كومبيوتر
ولا في انترنت
ولا في أيفون

بس فارقة أنو الليلة
ما في موعد
بيني وبينك
كيف بدي اصبر
مع هالشموع بدونك؟

فيا ريت
لو نقدم طلب صغير
بس استثنائي كتير
عند حضرة جناب الشمس
لحتى تغير الجدول شوي
بس هالمرة
وتتحرك هي بس شوي
بركي بيطلع هالقمر
بهالليل
اللي بلا ضو
حتى يعني يصير في
رومانس وجو

ويا ريت بالمرة
يطلع القمر
كل ليلة وكل مرة
لأنو بغزة ولبنان والعراق
وسوريا ومصر دايماً بلا كهربا
بالمرة
خلي ينبسطوا هالبشر
ويحسوا أنو مش وحدن بالسهر

وبجد خَيْ
مش فارقة .. هالكهربا
ولا حتى شوي

2 Sept 2013

سرها عند والدها ، أفضل أب في الدنيا



حسام الخطيب أباً

بقلم ابنته: ديمة حسام الخطيب





لعل أكثر سؤال يطرحه الناس علي في تجوالي وترحالي في جميع أنحاء العالم هو: كيف تعلمتِ كل هذه اللغات؟
الإجابة دائماً تكون : السر عند والدي. فهو من شجعني منذ نعومة أظفاري على حب اللغة وعلى تعلم اللغات الأجنبية والغوص في أعماق اللغة العربية

كيفَ كانتِ المدرسةُ اليوم"؟"
كان سؤال والدي على مائدة الغداء، كل يوم، باللغة العربية الفصحى. وإياك ثم إياك ألا تجيب بالفصحى
كنت أنا أكثر من يتجرأ ضمن أفراد الأسرة على الإجابة، دون كثير من الخوف، بالفصحى

كان ممنوعاً علينا في المنزل أن نتحدث بالعامية ، على الأقل بوجود والدي. فإما اللغة العربية الفصحى وإما لغة أجنبية. وهنا ظهر أول رابط حميمي بيني وبينه، إذ كان هو الوحيد في المنزل الذي يتحدث الفرنسية وكنت أنا أتعلمها في المدرسة كلغة أجنبية. وكم كان الأصدقاء يخشون الاتصال تجنباً للإرباك الذي يقعون فيه عند سماع صوت أبي يقول بالفصحى : "من يطلبها؟ هل تود أن تترك لها أي رسالة"؟

الكتب في المنزل كانت أكثر حضوراً من أي شيء آخر. كان منزلنا يعج بها، وكنت أشعر بأنها، أي الكتب، تزحف شيئاً فشيئاً لتتسلل إلى كل زاوية وتأخذ كل شيء آخر. تعلمنا أن الكتاب كان مقدساً، وبفضله نكون أو لا نكون. عندما كان الأطفال الآخرون يتلهفون لشراء لعب ودمى جديدة - وكان عندي الوفير منها طبعاً - كنتُ أنا أتطلع إلى كتاب جديد سيعطيني إياه والدي، لكي" أكون"، مثله

في العطل الأسبوعية ولكن بشكل خاص في العطل الصيفية، كانت المطالعة تمريناً دائماً، وكان علي منذ الصغر أن ألخص الكتاب أو أكتب عنه ملاحظاتي. كنت لا أزال في المرحلة الابتدائية

الشعر منذ الصغر

قد تعرفون والدي ناقداً وأديباً ومدرساً وكاتباً. لكن هل تعرفونه شاعراً؟

تخيلوا أننا في كل رحلة من دمشق إلى اللاذقية على الساحل السوري كنا نقضي الطريق كاملاً في مبارزة شعرية. والدي كان يلقي الأبيات من ذاكرته، ونحن كلنا كنا فريقاً واحداً ضده. كنت أحضر دفاتر بأكملها أخط فيها الأبيات بالترتيب الأبجدي. إذ كان على كل فريق أن يجد بيتاً يبدأ بنفس الحرف الذي ينتهي به بيت الفريق الآخر. وكانت المبارزة الشعرية تنتهي دائماً بيني وبينه بعد إفلاس الآخرين في فريقي.. ثم كانت تنتهي بإفلاسي رغم كل دفاتري وتحضيري على مدى أشهر ، عاماً بعد عام. وكان والدي دائماً يفوز.. ولعله كان يؤلف بعض الأبيات إن لزم الأمر ، فهو كان قادراً على ذلك، ولم يكن يخالف قواعد اللعبة. لكن هو وحده كان شاعراً بين المتسابقين

والدي استطاع الجمع بين سوريته وفلسطينيته بشكل كان دائماً يبهرني. فكان دائماً مخلصاً للوطنين. علمنا أن نحب الوطن، الوطن الذي ولدنا فيه وترعرعنا فيه، والوطن الذي لم نعرفه ولم يعرفنا، لكننا نحبه ويحبنا. لن أنسى قط كيف كان يتألم والدي مع كل جرح تتعرض إليه فلسطين. حسه الوطني القومي كان حاضراً دائماً في كل موقف وكل تحليل. من خلاله عرفت تجربة النزوح من فلسطين وكأنني أنا عشتها معه

لا فرق بيننا

والدي رجل شرقي لكنه لم يشعرنا يوماً بأن البنت أقل أهمية من الولد، بل على العكس كان تشجيعه لي ولأختي ووالدتي منقطع النظير. وعندما وقف المجتمع في وجهي، كان هو يصطف إلى جانبي لمواجهة المجتمع. قال لي : اختاري أي جامعة تريدين في العالم وهناك ستدرسين. وحقق لي ذلك رغم التكلفة العالية ورغم كل التناقضات الاجتماعية المترتبة على إرسال فتاة وحدها للدراسة في الخارج في أوائل التسعينات. وكان دائماً المشجع الأول لي في مغامراتي حول العالم. فهو علمني حب الوطن وحب التجربة وحب المعرفة

وإن كنتُ قد حققت أي شيء في حياتي فهو بفضله (وبفضل والدتي طبعاً)، فهو الرجل الذي شاهدته يقضي أياماً وأسابيع في مكتبه لا يكل ولا يتعب، وهو الرجل العصامي الذي صنع نفسه انطلاقاً من لاجئ فلسطيني ، وهو من سعيت في كل ما قمت به في حياتي أن أحصل على رضاه عنه

إن قدسية الكتاب لدى والدي تعكس لديه قدسية المعرفة. المعرفة هي أفضل سلاح. هو ما علمنا إياه والدي وهو ما سعى لإعطائنا إياه أكثر من أي شيء آخر من خلال التعليم لأنه أفضل وسيلة للتقدم وأفضل سلاح للدفاع عن الوطن. والدي الآن هو نفسه مادة كتاب.. لا شك في أنه سيضيفنا معرفة


كتبت هذا النص مساهمة مني في كتاب تكريمي لوالدي بمناسبة بلوغه الثمانين من العمر العام الماضي