17 Jul 2013

لا أحبك

اسمتع للنص مسجلاً بصوتي على موسيقى أستور بيازولا




أنا لا أحبك
فاتركني وحدي
اتركني
لا أحبك أنت
ولا أحب غيرك
فلا تضغط ولا تطلب
أطفئ شموعك الليلة
ولا تنتظرني
فأنا ككل ليلة
لا أحبك

نعم، اشتقت إليك
قليلاً
أو كثيراً
لا أعرف كيف أعيش دونك
يا ترى، هل أحبك قليلاً؟
أم أحبك كثيراً؟
لست أدري
لكني سبق وقلت لك
إني لا أحبك

أو ربما أحببتك
فقط في لحظات حبي لك
أحببتك كثيراً جداً
أحببتك من كل قلبي
في كل لحظات حبي لك
لكني في واقع الأمر
لا أحبك

كلا، أرجوك لا تسأل
متى تأتي تلك اللحظات
ومتى لا تأتي
لماذا تأتي
ولماذا لا تأتي
أحياناً هي تأتي
وأحياناً لا تأتي
لكنها عندما تأتي
فأنا بكل تأكيد أحبك

أحب حبك لي
أحب تلك النظرات
أحب تلك البسمات
أحب تلك الكلمات
أحب تلك اللحظات
التي أحبك فيها
أحبها كلها
ولن أسمح لامرأة أخرى
أن تعرفَها كما عرفتُها
كما أعرفها
مع أني لا أحبك

يخنقني وجودك
يذوبني عشقك
تحرقني شموعك
يسعدني هيامك
تقتلني نظراتك
ثم يحييني شوقك
كم قلت لك
لا أحبك
لا أحبك
أنا لا أحبك

6 comments:

Kasim said...

ديمه تراقص نيرودا

Unknown said...

قصيدة رائعة تعيد طرح القصيدة العشرون لنيرودا برؤيى جديدة, تلتقي معها، تحاورها، ثم تضيف إليها...

تتشابه القصيدتان في تناولهما لواقع رومانسي يطرحه كل من الشاعرين بأسلوبه الخاص, تتماهى فيه حقيقة الواقع الراسخة مع الأمل الحالم الذي يعيشه كل منهما بطريقته.
يكمن التشابه الأكبر بين القصيدتين في براعة المزج بين الواقعية و السريالية, الذي يتجسد بالدرجة الأولى في التناقض بين ما يقوله كلٌ من الشاعرين و ما يريد من القارئ أن يفهمه.
إذ تدلنا كلمات القصيدتين و صورهما الشعرية على مشاعر حزينة واضحة, فارتعاش كواكب نيرودا الزرقاء الذي يقابله انطفاء شموع ديمة و حبيبها يحمل لنا رسالة واضحة تصف ما يشعران به من حسرة لشحّ الحب. و لكن لا يلبث كلا الشاعرين أن يضيفا عنصر الذكريات الحالمة فتوحي للقارئ بالتباسٍ مقصودٍ في المعنى, و كأنهما يعطيانه الأسباب ليشعر أن ما يريدانه هو عكس ما يقولانه.

تتناول ديمة المشاعر بشكل مباشر, تاركةً انطباعاً قوياً لدى القارئ (أو المستمع) بوضوح الواقع الذي يواجهه المحبوب, و لكنها تشذّب حدة هذا الواقع مباشرةً حين تصوّر لنا بعضاً من شوقها و حيرتها, اللذان يفتحان الطريق أمام بضعة أبيات من الغزل تعيدها و تعيد القارئ معها إلى بداية الحب و شعور العشق السحري, و هذا ما يعطي النص مسحة سريالية جميلة ليخبرنا بكل أبياته عن توق ديمة و رغبتها بهذا الحب.
أما سريالية نيرودا فتتبدّى من خلال استهلاله قصيدته بمشاعر و صور تدل على الأسى و الحيرة, إذ يؤكد لنا الشاعر مراراً على قدرته بل و حاجته لكتابة الشعر الحزين, و يتزايد هذا الحزن حتى ينتهي النصف الأول من القصيدة بانكسار واضح, و لكن الشاعر لا يلبث أن يناقض هذه الواقعية الأليمة بأبيات تحمل في طياتها شيئاً من الأمل و الحلم معاً فيقع القارئ في حيرة من أمره و هو يحاول أن يتبيّن الفرق بين ما تقوله كلمات الشاعر و ما يحاول قلبه أن يقوله, و لكن القصيدة سرعان ما تتناهى من جديد إلى دراماتيكية بالغة, تبلغ ذروتها في البيتين الأخيرين معلنةً عن نهاية سوداويّة يكتنفها الجوى من الحب و الشكوى من صعوبة النسيان.

على العكس من قصيدة ديمة التي تتميز الخاتمة فيها بشاعرية مطردة تعكس بصدق شخصيتها الحقيقية كما نعرفها. حين: يذيبها العشق و تقتلها النظرات, ثم يحييها الشوق, فيصرخ لسان حالها قائلاً: أحبك, أحبك, كم أحبك !

Dima Khatib said...

شكرا قاسم وشكرا نضال ... يبدو أن آثار نيرودا لا تخفى .. وأنا طبعاً تلميذته بامتياز. درست الشعر الكلاسيكي، العربي والفرنسي والانكليزي منه، على مدى سنوات طويلة. لكن أثر نيرودا خلال أشهر قليلة كان أكبر علي من كل الشعر الكلاسيكي

نضال - أشكرك على دراستك النقدية الجميلة ... اخترتَ واحدة من أعز قصائد نيرودا على قلبي .. وهو شرف كبير لي

شكراً من القلب

Unknown said...

أنا لم أخترها... بل هي من اختارت كلانا

Unknown said...

رحلتك ما زالت طويلة في تعلم الشعر

Dima Khatib said...

لا أدعي أنني أكتب الشعر
samosamnoufal

أنا أكتب بلا قالب
متمردة على الشعر وعلى النثر