24 Aug 2012

قمريات - هلال العيد



باغتني بين مركز سان إيغناسيو التجاري ومبنى الضرائب، حيث لم أتوقعه إطلاقاً. كيف عرف أني سأكون الليلة هنا؟ 

وسط زرقة سماء داكنة، متلبدة بغيوم هشة، بدا لي القمرُ ناصعَ البياض، يقضي الليلة مع سحبٍ تتلونُ بألوانِ مزاجه المتقلب

فاجأني بالفعل .. كم كبر هلال العيد بسرعة.. ورمضان بالكاد انتهى




قبيل العيد كان آخر لقاء لنا. كان نحيلاً جداً. سألته: مالك؟ كانت صحتك أفضل بكثير قبل أيام. فأجابني: لا تقلقي، إنها الشمس، تحجبني عنك تدريجياً كما حجبت اسرائيل فلسطين تدريجياً. لكني سأعود مكتملاً كما ستعود فلسطين لك مكتملة

وقبل أن تختطفه السحب مني، على حين غرة، في مهمة سماوية لا أعرف طبيعتها ولا أفهمها، همس لي: سأبحث عنك في القدس.. وفي دمشق


كاراكاس في ٢٣ أغسطس آب ٢٠١٢

3 comments:

المحامي الدكتور يوسف عبد الحق said...

الفاضلة ديما
بساطة اسلوبك المفعم بفنية التعبير الراقية والمتسربل بقيم الأنسنة في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية،
يجعلني أمام حرف مقتدر
مع التقدير والحب

نوران عارف said...

كلماتك رائعة تصيبني بالقشعريرة ... كامل تقديري

Dima Khatib said...

شكرا لكما د. يوسف ونوران .. سعدت بالزيارة وبالتشجيع. كل التقدير لكما